ايا صوفيا (Aya Sofya)
عرفت باسم Hagia Sofia (هاجيا صوفيا)في اللغة اليونانية , وفي اللغة اللاتينية باسم Sancta Sophia (سانكتا صوفيا), وفي اللغة الانجليزية باسم the Church of the Divine Wisdom (كنيسة الحكمة الالهية). وهي الاثر الاشهر ذي التاريخ الطويل والمبهر في اسطنبول, بناها الامبراطور جاستينيان على موقع حصن بيزنطة والذي كان موقع كنيسيتين مماثلتين فيما مضى.
الاولى كانت كنيسة لها سقف خشبي بناها قسطنطينيوس خليفة قسطنطين في عام 360م وقد احترقت اثناء احداث شغب عام 404م, والثانية بناها ثيودوسيوس الثاني عام 415م وقد تم تدميرها في اعمال شغب نيكا عام 532م. وقد بنيت الكنيسة التي فاقت في مساحتها كل مباني المدينة عام 537م وكانت اعظم كنيسة في المسيحية حتى تم فتح القسطنطينية عام 1453م, حيث استولى عليها محمد الفاتح وتم تحويلها مباشرة الى مسجد. ونظرا لأهمية هذا البناء للمسلمين والمسيحيين على حد سواء فقد اعلنه اتاتورك متحفا عام 1934م. وتوضح اعمال الترميم القائمة (والتي تشارك في تمويلها اليونيسكو) ان المبني من الداخل ملئ بالسقالات, الا ان ذلك لا يؤثر علي زيارة احد اعظم المباني في العالم. عندما دخل جاستينيان مبناه العظيم لأول مرة هتف قائلا: (المجد للرب الذي مكنني من هذا العمل العظيم. يا سليمان لقد تغلبت عليك). ويسهل على من يدخل المبنى اليوم ان يبرر له فخره وتهنئته لنفسه. وقد يكون المبنى من الخارج الى حد ما عادي وغير جذاب, اما من الداخل خاصة السقف المغطى بقبة فانه جميل لدرجة ان من يراه لأول مرة يقف صامتا في دهشة.
الانجاز الأصلي لمهندسين ايا صوفيا (انثيميوس ابن ترالس) و (ازيدوروس ابن ميليتوس) بالرغم من انهما عملا بدون مواد وتكنولوجيا اليوم الا انه انجاز لا يضاهى. وقد ذهل البيزنطيين من مساحة الصحن والثلاثين مليون قرميد من الفسيفساء الذهبية التي تغطي القبة من الداخل والتي تسمى(tesserae), والاكثر من ذلك انهم ذهلوا من عدم وجود تدعيم للقبة العظيمة, وقد تساءلوا عن كيفية هذا, الحقيقة ان القبة الاصلية بقيت سليمة لمدة عقدين حتى تم تدميرها بفعل الزلزال عام 559م. وقد تم اعادة بنائها بتصميم اقل شأنا بقاعدة اصغر وجوانب اكثر انحدارا, وفتحت الكنيسة مرة اخري عام 563م. وفي القرون اللاحقة كان على الاباطرة البيزنطيين والسلاطين العثمانيين اعادة بناء القبة عدة مرات لإضافة الدعامات وغيرها لتثبيت الاساسات.
وقطر القبة30م مدعومة بواسطة 40 ضلع مشيد من احجار مجوفة خاصة مصنوعة في رودس من طمي خفيف ذو مسام, وهذه الاضلاع مقامة على اربع اعمدة ضخمة مدمجة في الجدران الداخلية. وكان المهندس العثماني العظيم (سنان), والذي قضي معظم حياته المهنية محاولا تصميم مسجد يماثل اهمية وجمال أيا صوفيا, كان قد استخدم نفس حيلة دمج الاعمدة في الجدران الداخلية في تصميمه لمسجد السليمانية بعد 1000 عام من تشييد ايا صوفيا. ولمعرفة وتقدير الفرق الذي تشكله عملية دمج الاعمدة نقترح مقارنة المساحة المركزية لاَيا صوفيا والتي تخلو من الاعمدة بالمساحة المركزية للمسجد الازرق والتي بها اربعة اعمدة ضخمة قائمة, ستجد ان ايا صوفيا يتفوق في هذه المقارنة.
في عصر جاستينيان, كان هناك طريق صاعد من الغرب يؤدي مباشرة الى الباب الرئيسي, والان يقع كشك التذاكر في الجانب الجنوبي الغربي. وبعد منطقة نقطة الامن نجد مباشرة يذهلكنيسة من عصر ثيودوسيوس والدرجات السفلية الاصلية لها. وبالدخول عبر المدخل الرئيسي مباشرة يذهل الزوار من جمال المبني من الداخل حيث يوجد عدد لا يحصى من النوافذ ذات الزجاج الملون والتي تأخذ شكل الجواهر. هذه النوافذ والاروقة الكثير تعطي المبنى شفافيته الشهيرة, ومن خلال الرواق الخارجي نصل الى الرواق الداخلي, ثم المساحة المركزية الوسطى, ونجد امامنا في الجهة المقابلة للمبنى نصف قبة بها صورة تلمع من الفسيفساء الذهبية للسيدة العذراء والطفل, وفوقها نصف قبة اخرى, تليها القبة الرئيسية العظيمة للكنيسة والتي تبدو وكأنها غير محمولة علي أي شيء.
واثناء وجودها ككنيسة لمدة 1000 عام, كان مسموح فقط للمواكب الملكية بالدخول من الباب الملكي الاوسط, ويمكننا ان نلاحظ التجاويف في الاحجار المقابلة لكل باب بعد عتبة الباب من الداخل حيث كان يقف الحراس الملكيين, كما نلاحظ لوحات الرخام المتماثلة في الحائط, وايضا أعمدة البريشة ( وهي مصنوعة من احجار ذات زوايا).
والثريات المتدلية بالقرب من الارض هي اضافات عثمانية, اما سابقا فقد كان هناك صفوف من مصابيح الزيت المصنوعة من الزجاج والذي كان مصفوف على درابزين الممشى عند قاعدة القبة العظيمة. يمكن تخيلهم كلهم مضائه للاحتفال بمناسبة عظيمة للدولة ورائحة البخور تملأ المكان وسط اناشيد الارثوذكس (وبعدهم اللاتينيين) والطقوس الدينية تردد عبر المساحة الداخلية الضخمة.
وكان تتويج الامبراطور البيزنطي يتم اثناء جلوسه على العرش الموجود اسفل مركز القبة, علي مربع في الارضية مغطي بالرخام, وقد اضاف السلطان مراد الثالث (1574-1595م) منصة بالقرب منه, كما اضاف عدة جرار ضخمة من المرمر لغرض الوضوء. واثناء الحكم العثماني تم اضافة المنبر والمحراب (وهو عبارة عن كوة في الحائط لتحديد اتجاه مكة).
ويرجع الى القرن التاسع عشر الكتابات البارزة الضخمة التي كتبت بالحروف العربية المطلية بالذهب وهي من عمل الخطاط مصطفى عزت افندي, وتظهر فيها اسم الجلالة (الله) , ومحمد (ص) واسماء الخلفاء الراشدين ابو بكر وعلى. لكن بالرغم من ان هذه الكتابات عمل فني رائع, الا انها تقلل من نقاء الشكل الداخلي للمبنى.
والمقصورة المرتفعة والمحجوبة عن العامة هي المقصورة الملكية والتي بناها السلطان عبد المجيد عام 1848م حتى يتمكن من الذهاب للصلاة دون ان يراه احد للحفاظ على الغموض الملكي. اما المكتبة المزخرفة فقد بناها السلطان محمود الاول عام 1739م.
وفي الممشى الجانبي الذي يقع في الجانب الشمالي الشرقي للباب الملكي يوجد عمود المبكى والذي عليه غطاء نحاسي بالي ذو فتحة, وهناك اسطورة تقول ان العمود هو للقديس جريجوري (صانع المعجزات), وانه اذا وضع احد اصبعه في هذه الفتحة وظهرت رطوبة على اصبعه فإنه يشفى من الامراض.
اما في الطابق الاعلى, في ارضية الممر الجنوبي وبالقرب من فسيفساء ديسيس تجد مقبرة انريكو داندولو. وكان داندولو, الذي تولي منصب القاضي الاول لمدينة البندقية عام 1192م, كان قد جاء من اسرة عريقة في البندقية امدتها بأربعة قضاة, والعديد من الميرالات وامبراطورية استعمارية. واثناء الحملة الصليبية الرابعة عام (1203-1204م)تم تحويل الجيوش الصليبية عن هدفهم الاساسي وهو الهجوم على الكفار واعداء الدين الى الهجوم على المدينة المسيحية الصديقة و المنافسة في ف نفس الوقت (القسطنطينية), وقد تم نهب ايا صوفيا اثناء الاعتداء وتم تدمير المذبح. وحصلت البندقية على النصيب الاكبر من الغنائم النفيسة التي نهبت من المدينة, وايضا حصلت على العديد من المقاطعات البيزنطية. وكان داندولو قد حكم ثلاثة اثمان مدينة القسطنطينية المفتوحة, بما في ذلك سانكتا صوفيا او ايا صوفيا حتى مات ودفن فيها عام 1205م. ويقول التراث انه تم فتح مقبرة داندولو بعد فتح المدينة عام 1453م, وتم القاء عظامه للكلاب. وتوجد في الطابق الاعلى في ارضية الممر الغربي دائرة كبيرة من الرخام الاخضر تحدد مكان عرش الامبراطورة.
وعند الخروج من المبنى نجد الى اليمين النافورة التي صنعت لغرض الوضوء, ونجد معمودية الكنيسة الى اليسار والتي كانت قد تحولت بعد الفتح الى مقبرة للسلطانين مصطفى وابراهيم (المجنون), ولكنهما غير مفتوحين للزوار, وخلف هذه المقبرة يوجد عدة مقابر تتضمن مقبرة مراد الثالث, وسليم الثاني "السكير" (وهي مقبرة مصممة من قبل سنان والتي تظهر قرميد الازنيقي الجميل), وايضا مقبرة محمد الثالث. اما مقبرة سليم فهي ذات طبيعة مؤلمة حيث تضمن قبور خمسة من ابنائه الذين قتلوا في ليلة واحدة في ديسمبر 1574م للاطمئنان على خلافة الابن الاكبر وهو مراد الثالث. وايضا تضمن المقبرة تسعة عشر قبرا لأبناء مراد وقد قتلوا بنفس الطريقة في يناير 1595م لضمان خلافة ابنه الاكبر محمد الثالث. وكان هؤلاء هم اخر من يقتل من الامراء, وبعد ذلك كان يتم حبس الاخوة الاصغر والذين يخلفون ابيهم في قفص في توباكي بدلا من قتلهم. وفي الجهة الجنوبية الشرقية للمبنى يوجد حائط يحجب اعمال التنقيب عن جزء من القصر البيزنطي العظيم, اما الى يسار المدخل فتوجد مدرسة ابتدائية عثمانية صغيرة بناها محمود الاول عام 1740م.
وقد اضاف محمد الفاتح ( 1451م : 1481م) اول مئذنة لاَيا صوفيا, وقد صمم سنان مآذن اخري للسلطانين بايزيد الثاني (1481-1512م), وسليم الثاني (1566-1574م).
,عرفت باسم Hagia Sofia (هاجيا صوفيا)في اللغة اليونانية , وفي اللغة اللاتينية باسم Sancta Sophia (سانكتا صوفيا), وفي اللغة الانجليزية باسم the Church of the Divine Wisdom (كنيسة الحكمة الالهية). وهي الاثر الاشهر ذي التاريخ الطويل والمبهر في اسطنبول, بناها الامبراطور جاستينيان على موقع حصن بيزنطة والذي كان موقع كنيسيتين مماثلتين فيما مضى.
الاولى كانت كنيسة لها سقف خشبي بناها قسطنطينيوس خليفة قسطنطين في عام 360م وقد احترقت اثناء احداث شغب عام 404م, والثانية بناها ثيودوسيوس الثاني عام 415م وقد تم تدميرها في اعمال شغب نيكا عام 532م. وقد بنيت الكنيسة التي فاقت في مساحتها كل مباني المدينة عام 537م وكانت اعظم كنيسة في المسيحية حتى تم فتح القسطنطينية عام 1453م, حيث استولى عليها محمد الفاتح وتم تحويلها مباشرة الى مسجد. ونظرا لأهمية هذا البناء للمسلمين والمسيحيين على حد سواء فقد اعلنه اتاتورك متحفا عام 1934م. وتوضح اعمال الترميم القائمة (والتي تشارك في تمويلها اليونيسكو) ان المبني من الداخل ملئ بالسقالات, الا ان ذلك لا يؤثر علي زيارة احد اعظم المباني في العالم. عندما دخل جاستينيان مبناه العظيم لأول مرة هتف قائلا: (المجد للرب الذي مكنني من هذا العمل العظيم. يا سليمان لقد تغلبت عليك). ويسهل على من يدخل المبنى اليوم ان يبرر له فخره وتهنئته لنفسه. وقد يكون المبنى من الخارج الى حد ما عادي وغير جذاب, اما من الداخل خاصة السقف المغطى بقبة فانه جميل لدرجة ان من يراه لأول مرة يقف صامتا في دهشة.
الانجاز الأصلي لمهندسين ايا صوفيا (انثيميوس ابن ترالس) و (ازيدوروس ابن ميليتوس) بالرغم من انهما عملا بدون مواد وتكنولوجيا اليوم الا انه انجاز لا يضاهى. وقد ذهل البيزنطيين من مساحة الصحن والثلاثين مليون قرميد من الفسيفساء الذهبية التي تغطي القبة من الداخل والتي تسمى(tesserae), والاكثر من ذلك انهم ذهلوا من عدم وجود تدعيم للقبة العظيمة, وقد تساءلوا عن كيفية هذا, الحقيقة ان القبة الاصلية بقيت سليمة لمدة عقدين حتى تم تدميرها بفعل الزلزال عام 559م. وقد تم اعادة بنائها بتصميم اقل شأنا بقاعدة اصغر وجوانب اكثر انحدارا, وفتحت الكنيسة مرة اخري عام 563م. وفي القرون اللاحقة كان على الاباطرة البيزنطيين والسلاطين العثمانيين اعادة بناء القبة عدة مرات لإضافة الدعامات وغيرها لتثبيت الاساسات.
وقطر القبة30م مدعومة بواسطة 40 ضلع مشيد من احجار مجوفة خاصة مصنوعة في رودس من طمي خفيف ذو مسام, وهذه الاضلاع مقامة على اربع اعمدة ضخمة مدمجة في الجدران الداخلية. وكان المهندس العثماني العظيم (سنان), والذي قضي معظم حياته المهنية محاولا تصميم مسجد يماثل اهمية وجمال أيا صوفيا, كان قد استخدم نفس حيلة دمج الاعمدة في الجدران الداخلية في تصميمه لمسجد السليمانية بعد 1000 عام من تشييد ايا صوفيا. ولمعرفة وتقدير الفرق الذي تشكله عملية دمج الاعمدة نقترح مقارنة المساحة المركزية لاَيا صوفيا والتي تخلو من الاعمدة بالمساحة المركزية للمسجد الازرق والتي بها اربعة اعمدة ضخمة قائمة, ستجد ان ايا صوفيا يتفوق في هذه المقارنة.
في عصر جاستينيان, كان هناك طريق صاعد من الغرب يؤدي مباشرة الى الباب الرئيسي, والان يقع كشك التذاكر في الجانب الجنوبي الغربي. وبعد منطقة نقطة الامن نجد مباشرة يذهلكنيسة من عصر ثيودوسيوس والدرجات السفلية الاصلية لها. وبالدخول عبر المدخل الرئيسي مباشرة يذهل الزوار من جمال المبني من الداخل حيث يوجد عدد لا يحصى من النوافذ ذات الزجاج الملون والتي تأخذ شكل الجواهر. هذه النوافذ والاروقة الكثير تعطي المبنى شفافيته الشهيرة, ومن خلال الرواق الخارجي نصل الى الرواق الداخلي, ثم المساحة المركزية الوسطى, ونجد امامنا في الجهة المقابلة للمبنى نصف قبة بها صورة تلمع من الفسيفساء الذهبية للسيدة العذراء والطفل, وفوقها نصف قبة اخرى, تليها القبة الرئيسية العظيمة للكنيسة والتي تبدو وكأنها غير محمولة علي أي شيء.
واثناء وجودها ككنيسة لمدة 1000 عام, كان مسموح فقط للمواكب الملكية بالدخول من الباب الملكي الاوسط, ويمكننا ان نلاحظ التجاويف في الاحجار المقابلة لكل باب بعد عتبة الباب من الداخل حيث كان يقف الحراس الملكيين, كما نلاحظ لوحات الرخام المتماثلة في الحائط, وايضا أعمدة البريشة ( وهي مصنوعة من احجار ذات زوايا).
والثريات المتدلية بالقرب من الارض هي اضافات عثمانية, اما سابقا فقد كان هناك صفوف من مصابيح الزيت المصنوعة من الزجاج والذي كان مصفوف على درابزين الممشى عند قاعدة القبة العظيمة. يمكن تخيلهم كلهم مضائه للاحتفال بمناسبة عظيمة للدولة ورائحة البخور تملأ المكان وسط اناشيد الارثوذكس (وبعدهم اللاتينيين) والطقوس الدينية تردد عبر المساحة الداخلية الضخمة.
وكان تتويج الامبراطور البيزنطي يتم اثناء جلوسه على العرش الموجود اسفل مركز القبة, علي مربع في الارضية مغطي بالرخام, وقد اضاف السلطان مراد الثالث (1574-1595م) منصة بالقرب منه, كما اضاف عدة جرار ضخمة من المرمر لغرض الوضوء. واثناء الحكم العثماني تم اضافة المنبر والمحراب (وهو عبارة عن كوة في الحائط لتحديد اتجاه مكة).
ويرجع الى القرن التاسع عشر الكتابات البارزة الضخمة التي كتبت بالحروف العربية المطلية بالذهب وهي من عمل الخطاط مصطفى عزت افندي, وتظهر فيها اسم الجلالة (الله) , ومحمد (ص) واسماء الخلفاء الراشدين ابو بكر وعلى. لكن بالرغم من ان هذه الكتابات عمل فني رائع, الا انها تقلل من نقاء الشكل الداخلي للمبنى.
والمقصورة المرتفعة والمحجوبة عن العامة هي المقصورة الملكية والتي بناها السلطان عبد المجيد عام 1848م حتى يتمكن من الذهاب للصلاة دون ان يراه احد للحفاظ على الغموض الملكي. اما المكتبة المزخرفة فقد بناها السلطان محمود الاول عام 1739م.
وفي الممشى الجانبي الذي يقع في الجانب الشمالي الشرقي للباب الملكي يوجد عمود المبكى والذي عليه غطاء نحاسي بالي ذو فتحة, وهناك اسطورة تقول ان العمود هو للقديس جريجوري (صانع المعجزات), وانه اذا وضع احد اصبعه في هذه الفتحة وظهرت رطوبة على اصبعه فإنه يشفى من الامراض.
اما في الطابق الاعلى, في ارضية الممر الجنوبي وبالقرب من فسيفساء ديسيس تجد مقبرة انريكو داندولو. وكان داندولو, الذي تولي منصب القاضي الاول لمدينة البندقية عام 1192م, كان قد جاء من اسرة عريقة في البندقية امدتها بأربعة قضاة, والعديد من الميرالات وامبراطورية استعمارية. واثناء الحملة الصليبية الرابعة عام (1203-1204م)تم تحويل الجيوش الصليبية عن هدفهم الاساسي وهو الهجوم على الكفار واعداء الدين الى الهجوم على المدينة المسيحية الصديقة و المنافسة في ف نفس الوقت (القسطنطينية), وقد تم نهب ايا صوفيا اثناء الاعتداء وتم تدمير المذبح. وحصلت البندقية على النصيب الاكبر من الغنائم النفيسة التي نهبت من المدينة, وايضا حصلت على العديد من المقاطعات البيزنطية. وكان داندولو قد حكم ثلاثة اثمان مدينة القسطنطينية المفتوحة, بما في ذلك سانكتا صوفيا او ايا صوفيا حتى مات ودفن فيها عام 1205م. ويقول التراث انه تم فتح مقبرة داندولو بعد فتح المدينة عام 1453م, وتم القاء عظامه للكلاب. وتوجد في الطابق الاعلى في ارضية الممر الغربي دائرة كبيرة من الرخام الاخضر تحدد مكان عرش الامبراطورة.
وعند الخروج من المبنى نجد الى اليمين النافورة التي صنعت لغرض الوضوء, ونجد معمودية الكنيسة الى اليسار والتي كانت قد تحولت بعد الفتح الى مقبرة للسلطانين مصطفى وابراهيم (المجنون), ولكنهما غير مفتوحين للزوار, وخلف هذه المقبرة يوجد عدة مقابر تتضمن مقبرة مراد الثالث, وسليم الثاني "السكير" (وهي مقبرة مصممة من قبل سنان والتي تظهر قرميد الازنيقي الجميل), وايضا مقبرة محمد الثالث. اما مقبرة سليم فهي ذات طبيعة مؤلمة حيث تضمن قبور خمسة من ابنائه الذين قتلوا في ليلة واحدة في ديسمبر 1574م للاطمئنان على خلافة الابن الاكبر وهو مراد الثالث. وايضا تضمن المقبرة تسعة عشر قبرا لأبناء مراد وقد قتلوا بنفس الطريقة في يناير 1595م لضمان خلافة ابنه الاكبر محمد الثالث. وكان هؤلاء هم اخر من يقتل من الامراء, وبعد ذلك كان يتم حبس الاخوة الاصغر والذين يخلفون ابيهم في قفص في توباكي بدلا من قتلهم. وفي الجهة الجنوبية الشرقية للمبنى يوجد حائط يحجب اعمال التنقيب عن جزء من القصر البيزنطي العظيم, اما الى يسار المدخل فتوجد مدرسة ابتدائية عثمانية صغيرة بناها محمود الاول عام 1740م.
وقد اضاف محمد الفاتح ( 1451م : 1481م) اول مئذنة لاَيا صوفيا, وقد صمم سنان مآذن اخري للسلطانين بايزيد الثاني (1481-1512م), وسليم الثاني (1566-1574م).